باستمارة قصيرة ومبلغ 100 يورو (112$ دولاراً أميركياً) وكبسة زر، مبروك عليك! أنت الآن حاصل على إقامة إلكترونية رقمية في دولة أوروبية لم تطأها قدماك قط.

بكل سهولة ويسر، مبادرة الإقامة الإلكترونية الإستونية آخذةٌ في الانتشار لتوفر للأجانب فرصة لتأسيس شركاتهم وإيداع أموالهم إلكترونياً في هذه الدولة الصغيرة الواقعة على بحر البلطيق، حسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية في 15 سبتمبر/أيلول 2016.

إستونيا دولة صغيرة لا يزيد تعداد سكانها عن 1.3 مليون نسمة، 650 ألف فقط من هؤلاء هم في عمر العمل والإنتاج، وهو رقم يتوقع أن ينخفض ويتدنى خلال الـ10 سنوات المقبلة نظراً لعوامل شيخوخة السكان والهجرة خارجاً.

هم مقيمون إلكترونيون لا مواطنون، مع ذلك ترى الدولة أن في وسعهم الإسهام في اقتصاد البلاد عبر استخدامهم للبنوك الإستونية وتأسيس الشركات الإستونية. هم أيضاً عازمون على تحسين سمعة البلاد في مجال الريادة الرقمية، حسب تقرير الغارديان .

تافي كوتكا موظف كبير في دائرة المعلوماتية الإستونية يترأس جهود الحكومة في هذا المشروع، يقول « ليس اجتذاب المهاجرين إلى بلدنا خياراً لنا، فالناس عادة ما يفضلون السويد أو النرويج. وما دمنا لسنا قادرين فعلياً على تحسين عدد سكاننا، فلماذا لا نقوم بذلك رقمياً على الإنترنت؟ »

ما زال الفرق شاسعاً بين التعداد الحالي البالغ 12 ألف مواطن رقمي مسجل وبين الهدف البالغ 10 ملايين مقيم، لكن كوتكا يقول أنه يفضل قياس نجاح المشروع والحكم عليه من واقع معدل تسجيل الشركات التجارية، إذ قال « قمنا بإضافة 1000 شركة تجارية إلى سجلنا الذي يحوي 60 ألف شركة، إننا أمام نمو يبلغ 2%، وهو أمر يهمنا. »

(صورة الاستمارة وبياناتها البسيطة)

كيف السبيل لأحصل على هذه الإقامة الإلكترونية؟

إن كل من مر بتجربة استخراج جواز سفر بديل لمدة 24 ساعة أو بتجربة الحصول على فيزا روسية سيجد هذه الإجراءات في غاية البساطة.

كل ما عليك هو ملء استمارة قصيرة ثم مسح جواز سفرك مسحاً ضوئياً (بالسكانر) مع صورة شخصية ومن ثم إدخال بضع عبارات بسيطة عن دوافعك للحصول على الإقامة الإلكترونية، ولا يخضع هذا القسم الأخير لكثير من الفحص والتدقيق، حتى أن كاسبار كورجوس مدير برنامج الإقامة الإلكترونية يقول « يكفي حتى أن تقول أنك مغرمٌ بالإجراءات. »

يتم بعد ذلك إرسال طلبك إلى الشرطة الإستونية للتفحص والإطلاع بحثاً بشكل عام عن أي مشكلة مالية ما، فمثلاً إن كنت سابقاً تورطت في « أعمال قذرة » أو غسيل أموال فمن المرجح أن طلبك سيرفض، طبقاً لقول كورجوس الذي تحدث إلى الغارديان من المقر الفاره والمنيف لمعرض برنامج الإقامة الإلكترونية في العاصمة الإستونية تالين.

وإن سارت الرياح كما تحب وتشتهي فستتلقى بعد 3 أشهر دعوة إلى السفارة الإستونية أو إلى نقطة تجمع في العاصمة تالين حيث ستجري معك مقابلة قصيرة ثم إصدار بطاقة هوية باسمك.

هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية.